کد مطلب:239476 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:161

عود علی بدء
قلنا : ان الحكام كانوا یریدون - لسبب أو لآخر - اخفاء كل الحقائق التی ترتبط بالأئمة علیهم السلام، أو تشویهها ؛ فكان لهم ما أرادوا علی أیدی حفنة ممن یطلق علیهم اسم : « علماء »، فتلاعبوا، و دسوا، و شوهرا ما شاءت لهم قرائحهم، و أوحاه لهم تعصبهم المذهبی المقیت ..

و لعلنا لا نعدو الحقیقة اذا قلنا : ان ابن الأثیر، و الطبری،



[ صفحه 409]



و أبوالفداء، و ابن العبری، و الیافعی و ابن خلكان .. كانوا من أولئك الذین ظلموا الحقیقة و التاریخ، بل و أنفسهم، عندما أرخوا للامة الاسلامیة، و كتبوا فی أحوالها، و أوضاعها السالفة، دون أن یراعوا الانصاف و الحیدة فیما أرخوا، و فیما كتبوا ..

و لعل من جملة سقطات هؤلاء الشنیعة، التی لم یخف علی أحد تعصبهم فیها، و انقیادهم للحكام، و الهوی الأعمی فی بیانها، قضیة : « كیفیة وفاة الامام الرضا (ع) .. » ؛ حیث ذكروا : أن سبب وفاته (ع) هو أنه : « أكل عنبا ؛ فأكثر منه ؛ فمات .. » [1] .

و كأن ابن خلدون، الاموی النزعة، یرید أن یتابهم فی ذلك ؛ حیث قال فی تاریخه : « و لما نزل المأمون مدینة طوس، مات علی الرضا فجأة، آخر صفر من سنة ثلاث و مائتین، من عنب أكله .. » [2] و لعله نسی ما ذكره هو نفسه من ثورة ابراهیم بن موسی علی المأمون لاتهامه ایاه بقتل أخیه . كما سیأتی .


[1] الكامل ج 5 ص 150، و الطبري ج 11 ص 1030 ، و تاريخ أبوالفداء ج 2 ص 23، و مختصر تاريخ الدول ص 134، و مرآة الجنان ج 2 ص 12، و وفيات الأعيان طبع سنة 1310 ه ج 1 ص 321 . لكن بعضهم قد حكي سمه بلفظ : قيل.

[2] تاريخ ابن خلدون ج 3 ص 250.